دخلنا القسم الثاني من أقسام الغيبة، وهو قسم (الغيبة بنعم
الله)، وقد كتب على بابه قوله تعالى:﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا
تُحْصُوهَا﴾ (النحل:18) ورأيت داخل القاعة جوائز شتى، كل جائزة تشير إلى
فضل من فضل الله ونعمة من نعمه.
قلت للمعلم: ما هذه الجوائز؟
قال: هذه جوائز الفضل الإلهي المخزنة في خزائن البلاء.
قلت: ألهذه الجوائز كانت تنظر تلك المرأة الصالحة، حين
عثرت، وانقطع ظفرها، فضحكت، فقيل لها: أما تجدين الوجع؟ فقالت: إن لذة ثوابه أزالت
عن قلبـي مرارة وجعه.
قال: تلك جائزة من هذه الجوائز.
قلت: فكم هذه الجوائز؟
قال: هي كثيرة.. ولكن أي مريض يمر على هذا المستشفى ينال
عشر جوائز، كل جائزة منها بالدنيا وما فيها.
قلت: ألهذا أمر الله تعالى بتبشير الصابرين، فقال تعالى:﴿ وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ
الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ
الصابِرِينَ الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا
إِلَيهِ راجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ
هُمُ المُهتَدُونَ ﴾ (البقرة:155-157)
قال: أجل.. فالبشارة لا تكون إلا على نعمة وفضل.
قلت: ألهذا ذكر الله تعالى كثرة الخير المخزن في طيات ما
نكره، فقال تعالى:﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ
فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ (النساء:19)؟
قال: أجل، وقد قال بعضهم تعليقا على الآية: (لا تكرهوا الملمات الواقعة،
فلرب أمر