قصدنا القاعة الرابعة من
قاعات حصن الاستعاذة، فرأيت لافتة مكتوبا عليها قوله تعالى:﴿
وَإِنَّ
عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ﴾ (الانفطار:10)
قلت للمعلم: ما هذه القاعة؟
قال: هذه القاعة تملأ صدرك بالثقة في الملاجئ التي وضعها
الله لحمايتك.
قلت: ولكن الآية تتحدث عن الملائكة ـ عليهم السلام ـ
قال: لقد شرفكم الله ـ معشر بني آدم ـ بأن وكل الملائكة
بحفظكم، فقال تعالى:﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ
عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ
رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ﴾ (الأنعام:61)، وقال تعالى: ﴿، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ
لَحَافِظِينَ﴾
(الانفطار:10).. وهل يمكن لأي ظلمة أن تمحو
نور الملائكة؟
قلت: لقد وردت الآثار التي
تبين الوظائف التي وكل بها هؤلاء الملائكة ـ عليهم السلام ـ فعن علي قال: (ليس من عبد إلا
ومعه ملائكة يحفظونه من أن يقع عليه حائط، أو يتردى في بئر، أو يأكله سبع، أو غرق
أو حرق، فإذا جاء القدر، خلوا بينه وبين القدر)
وقال: (لكل عبد حفظة
يحفظونه، لا يخر عليه حائط أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة، حتى إذا جاء القدر الذي
قدر له، خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله أن يصيبه)[1]
ومن مظاهر الحفظ ما عبر عنه
ابن مسعود بقوله: (إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له فينظر
الله إليه، فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار،