تركنا المحدث مع المرضى يناقشهم ويناقشونه.. وسرت مع
المعلم إلى محل آخر لعلاج هؤلاء المرضى الذين تلاعب بهم الرقاة، قلت للمعلم: إلى
أين نذهب الآن؟
قال: إلى الخبراء.. ألم يدعنا رسول الله a إلى
مراجعة الأطباء في حال المرض؟
قلت: بلى..
قال: فهؤلاء الأطباء والخبراء الذين شرحوا الإنسان عضوا،
وعرفوا وظائف أعضائه عضوا عضوا لا يصح أن نعزلهم.
قلت: ولكن هؤلاء الرقاة يعزلونهم.
قال: لولا جهلهم ما عزلوهم.. فلا يعرف أهل الفضل إلا أهل
الفضل.
قلت: ولكني أرى أنهم في بعض الأحيان قد يتعاونون.
قال: كيف!؟
قلت: الأطباء يرسلون المرضى إلى الرقاة، والرقاة يرسلون
بعض من يأتيهم للأطباء.
قال: تلك تجارة محرمة.. فلا تحل التجارة في بني آدم.
دخلنا القاعة، رأينا فيها مرضى وأطباء، والمرضى يسألون،
والأطباء يجيبون، اقتربنا من بعض الأطباء[1]، فسمعنا هذا الحديث:
قال بعض المرضى: هل يسبب الشيطان المرض النفسي؟
قال الطبيب: بحكم عملي في الطب النفسي فإن نسبة لا تقل عن
70 بالمائة من المرضى يذهبون في البداية إلى المعالجين الشعبين أو المشعوذين قبل
أن يفكروا في زيارة
[1] انظر: أضواء على بعض
الجوانب الخفية للأمراض النفسية: المرض النفسي وأعمال الشيطان، د0لطفي الشربيني،
استشاري الطب النفسي.