قلت: أقصد أن كلا الركنين أساسيان بحيث لا يغني
أحدهما عن الآخر.
قال: أجل، فمن قصر في أحدهما كان له تأثيره في قضاء
حاجته.. ولهذا
يجمع الله كلا الوصفين للمؤمنين الصالحين، كما قال تعالى:﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ (المائدة:55)، فقد وصفهم بإقامة الصلاة التي
تدعم صلة العبد بربه، ووصفهم بإيتاء الزكاة، وهي التي تنمي علاقتهم بربهم.
قلت: ألهذا إذن اقترنت الصلاة بالزكاة في مواضع كثيرة من
القرآن الكريم.
قال: أجل.. فلا يمكن أن يصل القلب إلى الله بالصلاة، وفي
قلبه قسوة على الخلق.
قلت: لقد ذكرتني بقوله a في المرأة التي قيل له: إنها تصوم النهار وتقوم الليل
وتؤذي جيرانها، فقال: (هي في النار)
قال: وأذكرك بقوله a في المرأة التي قيل له: إنها تصلي
المكتوبة وتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها: (هي في الجنة)[1]
قلت: فهل ندخل لكلا البابين.. فقد عرفنا ما فيهما؟
قال: لا مناص لنا من ذلك.. ألا ترى انفتاحهما لنا،
وترحيبهما بنا؟
الصلة
بالله:
دخلنا قاعة الصلة بالله، وكانت أشبه بمحراب للعبادة، وقد
فوجئت بوجود مرضى في هذه القاعة، ولكن لا كالمرضى، فإن كل واحد منهم يفترش سجادته،
ثم يختلفون.. منهم من يمد يديه بالدعاء والمناجاة، ومنهم من هو قائم أو راكع أو
ساجد.
قلت للمعلم: ما يفعل هؤلاء في هذا المستشفى؟.. أأخطأوا
الطريق، أم تصوروا المستشفى مسجدا؟