responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97

غير محاولة لفهمها أو لتطويرها تحركت جميع شموس الأرض لتلتهمكم.

قلت: وقد وقع بذلك ما أخبر عنه a بقوله:(يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) قيل:(يا رسول الله فمن قلة يومئذ)، قال:(لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت)[1]

قال: فماذا قال العلماء في قوله تعالى:﴿ فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ﴾ (المعارج:40)

قلت: لقد قرأت تفاسير جميلة من علماء عصرنا، فقد أثبت علماء الفلك أن للأرض حركات كثيرة جدا، ولهذا كانت المشارق والمغارب بحسب حركتها ‌.‌

قال: فما الفائدة من هذه الحركات؟

قلت: ينتج عن ذلك تعاقب الليل والنهار،‌ وتبادل الفصول المناخية،‌ فلو ثبتت الأرض لم يحصل هذا التعاقب في الفصول والمناخ.

قال: وهذا ما نريده، فالحركة هي التي أعطت للأرض هذه النعم التي تزخر بها، والتي هي وليدة الليل والنهار وتعاقب الفصول.

قلت: فما الفائدة السلوكية من هذا، وما علاقتها بالحركة، ثم ما علاقة الحركة بالتمدن؟

قال: ألم نقل: إن المؤمن الذي يرى نفسه خليفة لله يتخلق بأخلاق الله في خلقه،


[1] رواه أحمد وأبو داود.

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست