قال: عجبا، كيف يقال هذا وقد وردت
النصوص القرآنية المخبرة عن شكل الأرض والمنبئة عن حركتها، ألم تقرأ ما كتب على
لافتة هذا الباب؟
قلت: بلى، فقد كتب عليها قوله تعالى:﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ
تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ (النمل: 88)
قال: أتدري الأسرار المودعة في هذه
الآية.
قلت: نحن نعرف الآن بعضها[1]، فمرور الجبال مر السحاب
كناية واضحة علي دوران الأرض حول محورها، وعلي جريها حول الشمس ومع الشمس، لأن
الغلاف الهوائي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالأرض بواسطة الجاذبية وحركته
منضبطة مع حركة الأرض، وكذلك حركة السحاب فيه، فإذا مرت الجبال مر السحاب كان في
ذلك إشارة ضمنية إلي حركات الأرض المختلفة التي تمر كما يمر السحاب.
قال: وقد دل على هذا المعنى نصوص
أخرى، فالله تعالى يقول:﴿ خَلَقَ
[1] انظر: الاسلام و الحقائق العلمية، لمحمود القاسم،والإعجاز العلمي
في القرآن الكريم أ. د حسن أبو العينين.