قلت:
عرفت هذا ووعيته .. ولكني لا أزال أتساءل عن سر الشهادة التي هي وظيفة هذه الأمة
نحو سائر الأمم.
قال:
الشهادة تتحقق بأن تكون الأمة نموذجا صالحا تهتدي بهديها الأمم، بل تحن لسلوك
سبيلها.
قلت:
فكيف تتحقق هذه الشهادة في منتهى كمالها؟
قال:
بأربع وظائف كبرى تشترك الأمة مع أولي أمرها في تحقيقها.
القوة:
قلت:
فما أولها؟
قال:
القوة.
قلت:
تقصد امتلاك الأمة لأنواع أسلحة الدمار الشامل.
قال:
أقصد امتلاك الأمة لأنواع ما يتطلبه السلام الشامل.
قلت:
فما يتطلب السلام الشامل؟
قال:
يتطلب تحقق الإنسان والمجتمع والأمة بأرفع مراتب الكمال الممكن.
قلت:
في أي مجال؟
قال:
في كل المجالات: المعرفية، والخلقية، والمرافقية.
قلت:
ولكن النصوص تذم القوة، وتعتبرها من مظاهر الطغيان .. بل إن القرآن الكريم يعتبر
الفرح بالقوة هو الحائل بين كل قوة عظمى أو صغرى ـ من الحضارات الكبرى أو القبائل
البدوية البدائية البسيطة ـ وبين قبول الحق، كما قال تعالى ضاربا