قال: تقصد الحدود.
قلت: بلى .. فنحن نحمي حدودنا من جيراننا.
قال: ومن جيرانكم؟ .. هل المستضعفون، أم المستكبرون؟
قلت: لو كانوا مستكبرين لوهبناهم أرضنا من غير أن يسألونا، ولكنهم مستضعفون مثلنا.
قال: فلماذا ترهقون أنفسكم وشعوبكم من أجل قطع أرض لا تسمن ولا تغني من جوع؟
قلت: ولكنه الوطن .. ألم تسمع قول الشاعر:
بلادي وإِِن جارتْ عليَّ عزيزةٌ وأهلي وإِن ضَنُّوا عليَّ كرامُ
قال: أنتم تتاجرون بالوطن أكثر مما تخدمونه.
قلت: نعم، هناك من يفعل هذا، كما قال الشاعر:
وجدْنا خدمةَ اللأوطانِ فخاً يصيدُ به مطامعَه الأريبُ
وكم مُلِئَتْ جيوبٌ من نُضارٍ بذاكَ كأنما الوطنُ الجيوبُ
ولكن فينا المخلصون لأوطانهم.
قال: الإخلاص لا يكون إلا لله .. فمن أخلص لله أخلص لكل شيء، ومن خادع الله خادع كل شيء.
قلت: حب الوطن من الإيمان .. وهو مفطور في الطباع.
قال: فرق بين أن تحب، وبين أن تتاجر .. وفرق بين أن تحب، وبين أن تظلم ..