responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 289

عهدي بالمصانع متخصصة في صناعات معينة؟ وعهدي بالفلاحة منفصلة عن الصناعة .. فما هذا الاختلاط؟

قال: هذا باب التنوع، وما رأيته من الصورة يشير إليه، فالتنوع يستدعي توفر كل ما رأيته وغير ما رأيته من أصناف الحاجات، واجتماعها مع بعضها يدل على وجوب التناسق بينها، فلا ينبغي للصناعة أن تضر بالزراعة، ولا ينبغي للصناعات أن يضر بعضها ببعض.

قلت: فهمت الصورة، فما الحقائق التي تنطوي عليها؟

قال المعلم: لا بد من توفر الخدمات التي يحتاج إليها البشر لاستقرارهم، فلا ينبغي التفريط في أي حاجة من الحاجات.

قلت: أليس في انشغالنا بسد منافذ الحاجات ما يشغلنا عن الله، وعن الوظيفة التي خلقنا لها؟

قال: لا .. فالله خلق لنا ما في الكون لننتفع به، فلا يجوز لنا أن نقصر في الانتفاع بما خلق الله لنا.

قلت: نعم، لقد وردت النصوص الكثيرة تخبر بتسخير الكون لنا، ولكني لا أفهم منها إلا معنى التفضل المستوجب للشكر لا معنى الإيجاب المستوجب للعمل.

قال: إن نفس معنى الشكرالذي تفهمه يدل على العمل؟

قلت: كيف ذلك؟

قال: ألم تسمع قوله تعالى:﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست