بعد
أن قال ذلك فتح لنا الباب .. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، علقت عليه لافتة مشعة مكتوب
عليها قوله تعالى:﴿ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ﴾ (الرعد: 23)، وتحتها أو في
أثنائها صورة لرجل قد التف حوله جمع غفير من الخدم، كل واحد يقدم له خدمة من
الخدمات.
سألت
المعلم عن سر هذا الرجل: أفرعون هذا .. أم قارون؟
قال:
لا .. هذا كل مسلم .. بل كل إنسان.
قلت:
كيف؟ أرى الخدم يلتفون به.
قال:
هذا باب الخدمات .. وهو الباب الذي تبذل فيه كل ألوان الخدمات لمن يحتاجها.
قلت:
ولكن ما سر وضع هذه الآية هنا، فلا أرى لها مناسبة.
قال
المعلم: في هذه الآية إشارة بديعة إلى وجوب توفير كل الخدمات لكل من يحتاج إليها،
لتسد بكل باب من الأبواب نافذة من نوافذ الحاجات.
قلت:
ولكن الآية تتحدث عن الجنة.
قال:
وما الذي يمنعكم أن تجعلوا من الدنيا جنة؟
قلت:
ولكن الآية تتحدث عن الملائكة ـ عليهم السلام ـ
قال:
وما الذي يمنعكم من التشبه بالملائكة ـ عليهم السلام ـ ألم يكن a يقول لأمته:(ألا تصفون كما
تصف الملائكة عند ربها؟)، قالوا:(يا رسول الله، وكيف