(المطففين:1)
قلت: كيف هذا، وقد اخترع قومي موازين دقيقة، توضع الشعرة عليها فيهتز لسان الميزان مخبرا عن وزنها وثمنها، ولو شئت لأخبرك عن كيفة الدفع.
قال: ولكنه لا يتعامل مع كل الناس معاملة واحدة.
قلت: لا، بل هو جماد لا يفرق بين الناس.
قال: نعم، هو لا يفرق، ولكنكم تفرقون.
قلت: كيف؟
قال: إذا وضعت فيه رطلا كم من الثمن تدفع؟
قلت: سيطلب منك الميزان نفسه أن تسلمه ثمن رطل.
قال: ولو وضعت رطلين.
قلت: سيطلب ثمن رطلين.
قال: فلو طلب ثمن رطل.
قلت: يكون قد طفف، وحينذاك سنرسله إلى قطع الغيار القديمة ليطحن فيها، ويعاد تركيبه من جديد.
قال: فليتكم تعاقبون أنفسكم بهذا الأسلوب.
قلت: كيف، ولماذا؟
قال: لأنكم تطففون.