قال: وقد ذكر a ما يشير إلى هذا المعنى بنوع من
القياس الصحيح، فقد قال:(إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة مجالس محاسنكم
أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساويكم أخلاقا الثرثارون
المتفيهقون المتشدقون)[1]
فمن كان قريبا من النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فهو قريب من الله، بل ليس هناك من
هو أقرب إلى الله من حبيبه a.
وقد ورد في حديث آخر ما يدل على هذا
بمثل هذا النوع من القياس، فقد قال a:( إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم
والصلاة)[2]
فلا يكمل إيمان المؤمن إلا بقربه من
الله، فالقرب علامة كمال الإيمان كما قال ابن عطاء الله:(وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به،
و إلا فجل ربنا أن يتصل به شيء أو يتصل هو بشيء)
قلت: ما سر هاتين الآيتين التي
تموجان في داخله وتنطقان من غير حرف ولا صوت .. لله ما أحلى جمالهما!!
قال: هما آيتا التخلق مع الله في
هذا الباب.
قلت: ألكل باب من أبواب التخلق مع
الله آيته الخاصة به؟
قال: أجل، فكل آية من آيات القرآن
الكريم باب من أبواب التخلق مع الله، فمن