responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131

قلت: أي قصور تهدم يا معلم؟ أنا لا أراها بل أرى الزلازل مع ما أوتيت من قوة تعجز عن قصور هؤلاء.

قال: تلك أكواخ، وليست قصورا؟

قلت: فأين القصور إذن، أهي قصور الجنة؟

قال: هي القصور التي جعلها الله في أعماق الإنسان إن تأدب مع الله ومع نفسه ومع الإنسان ومع الكون .. الحق أقول لك: من لم يحز هذا القصور عاش في زنازن من الرعب، ولو سترها بطلاء الذهب والفضة، فالزنازن تظل زنازن ولو طليت بكل طلاء وزينت بكل زينة، ألم تسمع الله تعالى وهو يقول:﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ (طـه:124)

قلت: ولكن الآية الكريمة تتحدث عن الذكر، ولا تتحدث عن الخلق.

قال: وهل الذكر إلا خلق، أترى من نسي مولاه الذي خلقه، ورباه، ورزقه، وأنعم عليه، ولا خير إلا منه، يكون متخلقا .. إن مبدأ الخلق هو التخلق مع الله، فمن تخلق مع الله تخلق مع عباد الله، ومن أساء أدبه مع الله أساء أدبه مع الكون جميعا ابتداء من نفسه، ألم تسمع الحق تعالى وهو يقول:﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ (البقرة:9)؟ فمن ظن أنه يخدع الله، فقد وقع في خديعة نفسه.

قلت: يا معلم، فما هي نواحي الخلق التي على المتمدن أن يربي نفسه عليها، أو يربيه المجتمع عليها؟

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست