responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111

قال: وحينذاك يقع بين أمرين: إما أن يلجأ إلى السنن الإلهية يتعرف عليها ويستنبط منها ما يحتاجه فيتعامل وفقها، وإما أن يحاول خرقها، إرضاء لهمته العالية، فتطحنه سنن الله التي طحنت كل من يخالفها، ألم تقرأ ما كتب على لافتة الباب؟

قلت: بلى، قوله تعالى:﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 62)

قال: فكل من تجرأ على خرق قوانين الله حاق به ما حاق بكل من خرق القوانين.

قلت: أتقصد أن خرق قوانين الله يؤدي إلى نفس العقوبات التي تطبق على من يخرق قوانين البشر؟

قال: بفارق بسيط وعظيم، وهو أن عقوبات الله بعدل ورحمة، بخلاف عقوباتكم، فهي جور وقسوة.

قلت: كيف ذلك؟

قال: أما علاقة عقوبات الله بالرحمة، فلها تفاصيل كثيرة، ستعرفها في (أسرار الأقدار)، أما علاقتها بالعدل، فقل لي: لو أنك وضعت يدك على تيار كهربائي، ماذا يحصل لك؟

قلت: لا شك أنه سيصعقني وسيؤذيني.

قال: فلو وضع أعظم أهل الأرض جاها،وأكثرهم جيوشا يده عليه، فهل يحل به ما حل بك؟

قلت: لا شك في ذلك، فلا علاقة لجيوشه ولا قواه بذلك؟

قال: فهذه سنة من سنن الله استوى فيها الوجيه والوضيع .. وذلك هو العدل.

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست