نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 91
وسأورد لك ما ورد من حقائق ذلك
ومعاييره من القرآن الكريم، لتؤصل به للحقيقة المنافية للهوى، ثم أورد لك المصاديق
التي يمكنك أن تستند إليها، ولك أن تفكر فيها، وتبحث عنها، حتى لا يكون اعتمادك
لها اعتماد المقلدين، الذين قد يقعون في الأهواء، وإنما اعتماد المحققين الذين
ينجون منها.
العلاج المعرفي:
أما الأول، فيمكنك أن أن تقرأ ما
شئت من آيات القرآن الكريم التي تنهى عن اتباع الأهواء، لتجدها مرتبطة بفقدان ذينك
المصدرين أو أحدهما.
فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن
اليهود، ضيعوا كلا المصدرين.. أما الأول، فعقولهم التي لم يحكّموها في التعرف على
أنبيائهم الذين جاءوهم بالبينات الدالة على صدقهم.. وأما الثاني فشريعة ربهم التي
جاءهم بها أنبياؤهم.. ولذلك سقطوا في هاوية الهوى، وصاروا كذلك الذي أعطاه الله
عينين ليبصر بهما، وسراجا ليستضيء به، فأطفأ السراج، وأغلق عينيه، وراح يقتحم
الظلمات.
ولذلك عقب الله تعالى على فعلهم
ذلك بقوله: ﴿قَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ الله بِكُفْرِهِمْ
فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة: 88]، وذلك شيء طبيعي، فمن ابتعد عن
إعمال عقله الإعمال المناسب، وابتعد عن الهداة والرسل الذين جاءوا بالبينات،
فسيغلف على عقله وقلبه، وستتبعه اللعنة لا محالة، لأنه لا يكون في جوار الله إلا
أصحاب العقول النيرة،
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 91