نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 85
لقد ذكر الله تعالى ذلك، وبينه
أحسن بيان وأوجزه، فقال: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِالله إِنهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200]، وقال: ﴿
إِن الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا
فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201]
فالآيتان الكريمتان تدلان على
الأسلحة التي تقاوم بها كيد الشيطان، وهما شيئان: الذكر والمذاكرة.. ذكرك لربك،
ومذاكرتك للحقائق..
فإذا ذكرت ربك، وعرفت أنه سميع
عليم، وأنه معك، وأنه يعيذ كل من التجأ إليه واحتمى به، ابتعد عنك الشيطان، لأنك
صرت في جوار الله، ويستحيل على الشيطان أن يقترب ممن أجاره الله.. ولذلك روي أن
بعض المشايخ قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا ؟ قال: أجاهده.. قال:
فإن عاد ؟ قال: أجاهده.. قال: فإن عاد ؟ قال: أجاهده.. قال: (هذا يطول، أرأيت لو
مررت بغنم فنبحك كلبها ومنعك من العبور ما تصنع؟) قال: أكابده وأرده جهدي.. قال: (هذا
يطول عليك، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك)
وهكذا، فإن الاستغاثة بالله، والاستجارة
به تكفيك كل ما يخيفك ويحزنك ويؤلمك، كما فعل أيوب عليه السلام حين قال: ﴿أَني
مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾ [ص: 41]، وما إن قال ذلك حتى
جاءه المدد الإلهي بقوله: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ
وَشَرَابٌ﴾ [ص: 42]
ولهذا علمنا رسول الله a الكثير من الاستعاذات التي
تجيرنا من الشيطان، وتجعلنا في مأمن من كيده ومكره.
وأما السلاح الثاني الذي دلنا
عليه ربنا، فهو مذاكرة الحقائق، والبحث فيها، إلى أن ننال البصيرة التي تجعلنا نرى
كيد الشيطان بأعيننا، فنحذر منه..
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 85