نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82
التخويف والتحزين:
ومن الخطوات التي يستعملها
الشيطان لإغواء الإنسان تخويفه
من كل ما يراه مؤثرا فيه، ليشغله الخوف عن ذكر الله، كما قال تعالى: ﴿
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَالله
يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:
268]
ولذلك كان ذكر الله جالبا
للطمأنينة والأمل والسعادة، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِن
قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِن الْقُلُوبُ﴾
[الرعد: 28]، بخلاف الغفلة عنه، والتي لا تجلب إلا الهم والحزن والتشاؤم..
ذلك أن العبد في حال ذكره لله،
يكون متواصلا معه ومع فضله ووعده وكرمه؛ فإذا ما غفل عنه تواصل مع الشيطان ووعيده
وتخويفه وتحزينه.
وقد ذكر الله تعلى مدى اهتمام
الشيطان بالتخويف من الموت، قال تعالى:﴿ إِنمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ
يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
[آل عمران: 175]، وقد وردت في سياق الحديث عن الجهاد في سبيل الله، لتبين أن الذين
جبنوا عن خوض المعارك، لم يكن جبنهم إلا بسبب ذلك التخويف الذي مارسه الشيطان
معهم، بسبب نسيانهم لذكر الله.
ولهذا، فإن مواجهة هذه الثغرة
الشيطانية تكون باليقين في الله وفضله، فالله هو الذي قدر الآجال والأرزاق، وقدر
كل شيء، ولذلك يعيش المؤمن بهذه المعاني في سلام حقيقي، كما قال تعالى:﴿
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ
وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الأنعام:82)، والظلم المراد في الآية هو تلك الأوهام
التي تحول بين الإيمان وأداء دوره النفسي في إحلال الطمأنينة والسلام.
وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك
الإيمان المختلط بالأوهام الشيطانية بالشرك، الذي
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 82