نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76
اتباع الشیطان
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ
تسألني عن
الشيطان ومنافذه إلى نفس الإنسان، وكيف يستطيع فعل ذلك؟.. ولماذا مُكّن من ذلك؟..
وهل يمكن للإنسان أن يفلت منه ما دام في الدنيا، أم أن عليه أن يبقى حذرا منه ما
دام فيها؟
وغيرها من الأسئلة التي قد لا
أجيبك عنها جميعا الآن.. فأنت في هذه المرحلة تحتاج إلى تهذيب النفس وتعريفها
بمثالبها، وكيفية النجاة منها، وبعض أسئلتك يدخل في أبواب المعرفة بحقائق الوجود،
وسأشرحها لك في محالها المناسبة لها.. وربما تصل إليها من غير أن تحتاج لشرحها مني؛
فمن تطهرت نفسه، وأخلص إلى ربه، لُقن من معاني الحكمة ما قد يغنيه عن الأستاذ، كما
قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 282]
ولهذا، فإن ما يهمك في هذه
المرحلة بالدرجة الأولى هو تنفيذ أمر الله تعالى لك ولنا جميعا بعدم اتباع خطوات
الشيطان، والذي ورد التصريح به في مواضع من القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ
يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾
[النور: 21]، وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي
السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنهُ لَكُمْ
عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208]
فهذه الآيات الكريمة تنبهنا إلى
أن استعاذتنا من الشيطان بألسنتنا وحدها لا تكفي، ما لم يصحبها ذلك الحذر، وتلك
الحيطة التي تجعلنا نبحث عن المحال التي يسير فيها الشيطان، لا لنتبعها، وإنما
لنجتنبها، ونحذر منها.
فالشيطان لا يهمه أن يبغضه
الإنسان، ولا أن يستعيذ منه، وإنما يهمه أن يغويه
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76