نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 612
ولذلك قرن الله تعالى الخيانة بالكفر،
فقال: ﴿
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]، ذلك أن الخائن والكافر كلاهما يجحدان الأمانة التي كلفا بها، والنعمة
التي أسديت لهما.
واعلم ـ أيها
المريد الصادق ـ أن بذرة الخيانة السامة إذا نبتت في أرض
النفس الأمارة صدرت عنها كل المثالب، وأولها الكفر والجحود ومعارضة النبوة، كما
ضرب الله تعالى المثل على ذلك، فقال: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ
نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ
ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10]
ولهذا، فإن أول من عليك الحذر من خيانته
ـ أيها المريد الصادق ـ ربك ونبيك a، كما قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]
وحتى تتحقق بذلك عليك أن تفي بوصاياه
وتنفذها، وتضحي في سبيل تنفيذها بكل شيء.. وإلا كان انتسابك له انتسابا مزورا
كاذبا، لا يختلف عن انتساب المنافقين للحق، بينما هم على الباطل.
وإذا وكلت لك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحذر من أن يغويك
الشيطان، فتخون ما كلفت به، ومن وثقوا فيك، وقد قال رسول الله a مبينا خطر ذلك:(إذا ضيِّعت الأمانة
فانتظر الساعة)، قيل: يا رسول الله وما إضاعتها؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير
أهله، فانتظر الساعة)([1089])
وقال عن الإمارة: (إنها أمانة،
وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها،