نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 586
يستدعي ذكره دائما في أي شأن من
شؤون الدنيا والآخرة؛ فإن نزلت به نعمة لم يقبل عليها، وينسى ربه، بل يكون الله
أول مذكور له، فيحمده عليها، ويثني على فضله، ويعلم أنها منه، ولذلك لا تضره، ولا
تطغيه، مثلما فعلت مع قارون الذي توهم أن ما لديه من مال منه، وليس من الله، فقال:
﴿إِنَّمَا
أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: 78]
ولذلك أمر الله بالفرح بفضل الله،
لأنه وحده المنجي من الطغيان والبطر والعجب والكبر وكل المثالب، قال تعالى: ﴿قُلْ
بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
[يونس: 58]
وهكذا إن عرض عليه أي عارض استفسر
عن حكم الله فيه، ولم يقدم هواه، لأن طاعة الله أهم عنده من طاعة نفسه أو أي أحد
آخر، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71]
وهكذا، إن وقع في خطأ أو خطيئة،
يذكر الله، ويسرع بالعودة إليه، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ
يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135]
وهكذا إن عرض عليه أي عدو، أو
أراد مواجهة أي مشكلة، فإن أول ما يذكره ربه، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، وقال: ﴿إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾ [الشعراء: 227]
وأخبر عن رسول الله a، وكيف واجه ما عرض له من بحث
قومه عنه، وتربصهم به، فقال: ﴿إِلَّا
تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ
اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ
لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 586