responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 573

ليجني من خلالها ما شاء له هواه أن يجني.. والأساطير تنتج الدجالين الذين يرمون بالغيب من غير تحقيق.

ولهذا كله يذكرنا القرآن الكريم بحقيقة البحث في أي مسألة من المسائل، وهي الآية الجامعة لكل مناهج البحث العلمي، وهي قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، فهذه الآية الكريمة تنهى أن نبحث في شيء لم تكتمل لدينا أدواته.. لا في أمور الدنيا، ولا في أمور الآخرة.. إلا إذا استندنا إلى المصادر المعصومة في ذلك، مع الاكتفاء بها.

وهكذا ورد في الأحاديث النبوية الشريفة الكثير من النصوص التي تحذر من الكلام في العلم بغير دليل، فقد قال a: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث)([1020])

وفي حديث آخر روي أنّ رجلا جاء إلى رسول الله a فقال: علّمنى من غرائب العلم، فقال له: ما صنعت في رأس العلم؟ فقال: وما رأس العلم؟ فقال a: هل عرفت الربّ تعالى؟ قال: نعم. قال فما صنعت في حقّه؟ قال: ما شاء الله. فقال a: هل عرفت الموت؟ قال نعم. قال فما أعددت له؟ قال: ما شاء الله. قال a: (اذهب فأحكم ما هناك، ثم تعال نعلّمك من غرائب العلم)([1021]) لكن الشيطان استطاع أن يقنع فئات كثيرة من الخلق بأن العلم ليس في التحقيق، وإنما في حيازة أكبر قدر من المعلومات التي لا يهم مصدرها، بقدر ما تهم كثرتها.وقد بدأ هذا التضليل منذ سلف هذه الأمة الأول، حين لم يكتف المسلمون ـ بفعل الإغواء الشيطاني ـ بالهدي الإلهي المتمثل في الثقلين اللذين أوصى رسول الله a بالاكتفاء


[1020] البخارى (5/1976، رقم 4849) ، ومسلم (4/1985، رقم 2563)

[1021] رواه ابن السني وأبو نعيم في كتاب الرياضة وابن عبد البر، انظر: تخريج الحافظ العراقي: إحياء علوم الدين (1/ 65)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 573
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست