نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 547
أفضل
من جعفر بن محمد زهداً وفضلاً وعبادة وورعاً، وكنت أقصده فيكرمني ويقبل عليّ)([936])
وقال:
(كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد فيقدم لي مخدّة ويعرف لي قدراً، ويقول: يا
مالك، إني أحبّك، فكنت أُسَرُّ بذلك، وأحمد الله عليه)([937])
هكذا
كان أئمة الهدى، وورثة النبوة؛ فإياك أن تقع فيما وقع فيه من يزعمون أنهم أتباعهم،
لكنهم أبعد الناس عنهم.. فالصادق في اتباعهم هو الحريص على الأمة ووحدتها، والساعي
في خدمتها ومصالحها.
ولا
تكتف بذلك ـ أيها المريد الصادق ـ بل اسع لأن توحد قلوب المؤمنين، وتجمع صفهم،
وتقرب بينهم وبين مذاهبهم، فذلك من أفضل الأعمال الصالحة، ولا تنظر لمن ينهاك عن
ذلك أو يحذرك منه، فهو لا يعرف الدين ولا قيمه.
ولو أن أولئك الذين يحذرون من هذا قرأوا
القرآن الكريم لعرفوا أن من أغراض التنوع والاختلاف بين البشر التعارف، لا الصراع،
قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات:
13]، فالآية الكريمة لا تدعو إلى التقارب بين المذاهب في الدين الواحد فقط، بل
تدعو إلى التقارب بين الأمم والشعوب جميعا بمختلف أديانها وأعراقها وتوجهاتها
الفكرية، لأنه لا يمكن للبشر أن يحققوا كمالهم الإنساني في ظل الصراع والتباعد.
وهكذا أخبر الله تعالى عن الرسالة
العالمية لرسول الله a.. كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وهذا يقتضي من المسلمين
العمل على كل ما