نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 539
إذا علمت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ وأردت أن تلتحق بتلك الطائفة الخيرة التي ورثت رسول الله a أحسن وراثة، فاسمع لما سأورده لك من أدوية مقدسة تفيدك في دنياك
وأخراك، حتى تلقى الله وأنت سليم القلب على كل مسلم، بل على كل إنسان.
العلاج المعرفي:
أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد
الصادق ـ للتخلص من هذا المثلب الخطير، وثماره الممتلئة
بالسمية هي أن تعلم أن الساعين في الفرقة والناشرين للفتن محاربين لله تعالى،
ومتشبهين بالشيطان، ذلك أن الله تعالى أخبر أنه الذي يؤلف بين القلوب، فقال: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (لأنفال:63)، وهو يدل على أن الساعي لذلك متخلق
بهذا الخلق الرباني العظيم.
وبخلافه الذي يفرق ويفتن وينشر القطيعة،
فهو ساع في خلاف النعمة الإلهية، وهو متشبه بالشيطان، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ﴾
[المائدة: 91]
وفي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إنّ الشّيطان قد
أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب، ولكن في التّحريش بينهم([923]))([924])
وقال في حديث آخر: (إنّ إبليس يضع عرشه
على الماء، ثمّ يبعث سراياه. فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول:
فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا.
[923]
ولكن في التحريش بينهم: أي ولكنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء
والحروب والفتن وغيرها.