نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 536
وهكذا كانت وصية رسول الله a لأمته، بحفظ وحدتها وتماسكها
وإشاعة السلام بينها، ففي الحديث أن رسول الله a خطب النّاس يوم العيد، فقال:
(يا أيّها النّاس، أيّ يوم هذا؟) قالوا: يوم حرام. قال: (فأيّ بلد هذا؟) قالوا:
بلد حرام. قال: (فأيّ شهر هذا؟) قالوا: شهر حرام. قال: (فإنّ دماءكم وأموالكم
وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا). فأعادها
مرارا. ثمّ رفع رأسه، فقال: (اللّهمّ هل بلّغت؟ اللّهمّ هل بلّغت؟)، قال ابن عبّاس:
(فو الّذي نفسي بيده، إنّها لوصيّته إلى أمّته فليبلّغ الشّاهد الغائب، لا ترجعوا
بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض)
وفي حديث آخر أخبر a عن تأثر المسلمين بما حصل
للأمم الأخرى من التشقق والتصدع، فقال: (عسى أن تدركوا زمانا حتى يغدى على أحدكم
بجفنة، ويراح عليه بأخرى، وتلبسون أمثال أستار الكعبة)، قالوا: يا رسول الله، أنحن
اليوم خير أم ذاك اليوم؟ قال: (بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم متحابون، وأنتم
يومئذ متباغضون، يضرب بعضكم رقاب بعض) ([917])
بل أخبر a عن الكثير من التفاصيل المرتبطة بما يحدث في الأمة من شقاق وصراع،
فقال: (افترقت
اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق
أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، وإنّه سيخرج في أمّتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء،
كما يتجارى الكلب([918])
بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلّا دخله)([919])