ولهذا اتفق الحكماء على خطر
الإدلال وكونه ثمرة من ثمار العجب، وقد قال بعضهم في ذلك: (لأن تضحك وأنت معترف
بذنبك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك)ثم بين سر ذلك، فقال: (الإدلال وراء العجب
فلا مدل إلا وهو معجب، ورب معجب لا يدل إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة
دون توقع جزاء عليه والإدلال لا يتم إلا مع توقع جزاء، فإن توقع إجابة دعوته واستنكر
ردها بباطنه وتعجب منها كان مدلا بعمله فإنه لا يتعجب من رد دعاء الفساق ويتعجب من
رد دعاء نفسه لذلك. فهذا هو العجب والإدلال وهو من مقدمات الكبر وأسبابه) ([41])
العلاج السلوكي:
إذا
علمت ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ وتأملت فيه، فإنه سيفيدك كثيرا في علاج العجب،
ويقيك من آثاره الخطيرة على نفسك.ومما يعينك على ذلك أن تقرأ سير الصالحين، لترى
صلاحهم وتقواهم وطهارتهم، وبذلك يتحول إعجابك بنفسك إلى إعجاب بهم، والخير كل
الخير في إعجابك بالصالحين ومحبتك لهم.ولهذا امتلأ القرآن الكريم بذكر صفات
الصالحين الصادقين الذين نجحوا فيما وضعوا فيه من الاختبارات.. فضع ما ذكره القرآن
الكريم عنهم بين عينيك، وسترى كيف يملؤك ذلك بالعبودية والتواضع.
واستشعر ـ أيها المريد الصادق ـ
دائما تلك الحقيقة القرآنية التي عبر عنها قول الله