responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 469

ورجليك، ولا تنوحي ولا تبرّجي تبرّج الجاهليّة الأولى)([810])

هذه ـ أيها المريد الصادق ـ بعض ما وضعته الشريعة من أحكام وتوجيهات لتهذيب الفرد والمجتمع وحمايته من هذا النوع من المثالب، فاسع لتطبيقها ونشرها، فأنت لست مطالبا بحماية نفسك فقط، وإنما مطالب بحماية كل المجتمع، حتى لا تسري إليك عدواه.

المنكرات وعلاجها:

أما المنكرات ـ أيها المريد الصادق ـ فهي، بحسب ما ذكرت لك، أو ما وصل إليه فهمي وتدبري لما ورد في القرآن الكريم، تعني ذلك الخلل الذي يصيب جهاز الحقائق والقيم في نفس الإنسان، أو عقله بحيث يصيبه الران، ويغلف بالهوى؛ فيرى الأشياء على غير الصورة التي هي عليها، أو يتعامل معها بغير ما عليه أن يفعل.. فيصبح حاله مثل ذلك الذي يضع طعامه في آلة الغسيل، أو يحرث الأرض بسيارته، ويتجول في المدن بجراره..

لا تضحك من هذا المثال ـ أيها المريد الصادق ـ فالبشر يفعلون ما هو أعظم منه، ولو كشف عنهم الغطاء، لرأوا حالهم أسوأ من حاله؛ فهم يتوجهون بنعم الله إلى غير ما خلقها الله لها، فيفعلون مثل ذلك المجنون الذي لا يشعر بالراحة حتى يعض يديه، ويلطم وجهه، ويخمش جسده ليرى الدم، وهو يسيل منه.

ولهذا يصور الله تعالى أولئك الذين يقعون في الموبقات، وهم يتوهمون أنهم يخادعون الله بأنهم في حقيقتهم لا يخادعون إلا أنفسهم، وإن سخروا، فهم لا يسخرون إلا منها.

ولو أنك ـ أيها المريد الصادق ـ رجعت إلى لفظة [المنكر] في القرآن الكريم لوجدت دلالتها على أمرين: إما الحقائق، وإما القيم.

أما إنكار الحقائق والعبث بها؛ فقد ورد في قوله تعالى:﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ


[810] رواه أحمد، ونحوه عند النسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح..

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست