وهكذا
حذر أئمة الهدى من العجب، واعتبروه أكبر حجاب يحول بين الإنسان والوصول إلى الحق،
أو الإذعان له، فعن الإمام الصادق قال: (إن الله تعالى علم أن الذنب خير للمؤمن من
العجب ولو لا ذلك ما ابتلى مؤمنا بذنب أبدا)([27])،
وقال: (من دخله العجب هلك)([28])، وقال: (إن الرجل ليذنب الذنب فيندم
عليه ويعمل العمل فيسره ذلك فيتراخى عن حاله تلك فلأن يكون على حاله تلك خير له
مما دخل فيه)([29])وحكى قصة تبين خطر العجب، فقال: (أتى
عالم عابدا فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلاته؟! وأنا أعبد الله منذ
كذا وكذا، قال: فكيف بكاؤك؟ قال: أبكي حتى تجري دموعي، فقال العالم: إن ضحكك وأنت
خائف أفضل من بكائك وأنت مدل.. إن المدل لا يصعد من عمله شيء)([30])وحكى
قصة أخرى، فقال: (دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق فخرجا من المسجد
والفاسق صديق والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته يدل بها
فتكون فكرته في ذلك وتكون فكرة الفاسق في الذم على فسقه ويستغفر الله مما صنع من
الذنوب) ([31])
وروى عن رسول الله a من أخبار الأنبياء أنه (بينما موسى عليه السلام
جالس إذ
[26] رواه البزار وابن حبان في الضعفاء
والبيهقي في الشعب.