نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَن وَالْأَذَى﴾ [البقرة: 264]،
فهل يمكن أن يمن الإنسان بصدقاته وأعماله ما لم يكن معجبا بها؟
وكيف لا يكون كذلك.. وهو المدد الأكبر لنهر الكبر
والإعراض والاستبداد والطغيان.. فكل هؤلاء معجبون بأنفسهم.. ولولا إعجاب فرعون
بنفسه لما قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [النازعات: 24]، ولما
قال: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: 38]لا
تحسبن ـ أيها المريد الصادق ـ أن تلك المقولة مقولة فرعون وحده، بل هي مقولة كل
معجب بنفسه، مغتر بما آتاه الله من الطاقات والمواهب والمكاسب.. وبدل أن يتواضع
بها لله، راح يتبجح بها ويستكبر.ولذلك كان العجب سببا من أسباب الهلاك الكبرى..
ومثلبا من مثالب النفس الأمارة العظمى.. ومن لم يتفقد هذا الداء من نفسه، ويعالجه،
فإنه هالك لما محالة.ليس هذا قولي ـ أيها المريد الصادق ـ وإنما هو قول ربنا.. فقد
سمعت ما قرأته عليك من الآيات.. وهو قول نبينا a.. فقد ورد في الحديث قوله a: (ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)([24])
وقال في حديث آخر: (إذا رأيت شحا
مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأى برأيه فعليك نفسك)([25]) بل إنه a اعتبر المذنب المنكسر المتواضع أفضل من المطيع الممتلئ بالعجب
بنفسه، ولذلك عندما سئل عن الذنوب، قال: (لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من
ذلك،