نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 425
يقدمون الفضلات للفقراء والمساكين، وهم يتوهمون أنهم قد ضمنوا
الجنة بذلك.. وكل ذلك غرور وخداع للنفس، فالله تعالى يحاسب كل نفس بحسب ما آتاها..
ولذلك فإن تلك الأحاديث التي تدعو إلى التصدق بأي شيء، ليست
خاصة بالمترفين الأغنياء، وإنما هي خاصة بالذين لا يجدون إلا ذلك.
فلذلك اعتبر نفسك ـ أيها المريد الصادق ـ أحد أولئك الفقراء
المعوزين؛ فأطعمها بحسب حاجتها، لا بحسب ما يقتضيه الترف، فأنت موظف في مالك، ولست
مالكا له.. فخذ ما يكفيك، وضع الباقي في محله الذي أمرتك الشريعة أن تضعه فيها..
والشريعة لم تحرم عليك أن تملك، ولكنها حرمت عليك أن تتلاعب
بما تملك، لأن في ذلك الهلاك، لا لك فقط، وإنما لكل من سكت عن الترف والمترفين،
كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا
مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا
تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء: 16]
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 425