نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423
ولهذا، فإن عليك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعلم أنك مستخلف
في مالك، وأن أول الأفواه التي عليك إطعامها فمك، وفم من كلفت بهم.. فإذا فضل عليك
بعدها؛ فعليك الإنفاق منه على من ترى الشريعة حاجته، لا أنت ولا هواك، كما قال
تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾
[البقرة: 219]
ولا تحتقر أي شيء تقدمه في هذا السبيل؛ فأنت في امتحان، والله
تعالى لا ينظر إلى حجم أو وزن ما أنفقت، وإنما ينظر إلى نفسك التي لم تجد إلا ذلك،
وقد ورد في الحديث ما يشير إلى تنمية الله لذلك القليل الذي أنفقته حتى يصبح
كثيرا، وتنال عليه الأجر العظيم، قال a: (إن
الله يقبل الصدقة، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره، حتى إن اللقمة لتصير مثل
أحد)([742])، وفي رواية: (إن الله
ليربي لأحدكم التمرة واللقمة، كما يربي ولده، أو فصيله حتى يكون مثل أحد)([743]).. وقال: (إن العبد ليتصدق بالكسرة، تربو عند الله حتى تكون
مثل أحد)([744])
ولهذا دعا إلى عدم احتقار أي شيء يبذل في سبيل الله، وفي
تطهير النفس من الحرص والبخل، فقال: (ليتق أحدكم وجهه من النار ولو بشق تمرة)([745]).. وقال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة)([746])، وفي رواية: (اجعلوا بينكم وبين النار حجابا ولو بشق تمرة)([747])، وفي أخرى: (تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تسد من الجائع، وتطفئ
الخطيئة كما