وفي حديث آخر قرن رسول الله a بين
البخل واللؤم والجبن، فقال: (إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنّما أنتم ولد
آدم طفّ الصّاع، لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلّا بالدّين أو عمل صالح، حسب الرّجل أن
يكون فاحشا بذيّا بخيلا جبانا)([713])
بل إن رسول الله a أخبر أن
البخل، لا يبقى محصورا في الأموال، وإنما يمتد لغيرها، مثل سائر الطباع، فقال: (إنّ أعجز النّاس من عجز عن الدّعاء، وأبخل
النّاس من بخل بالسّلام)([714])، وقال: (البخيل من ذكرت
عنده ثمّ لم يصلّ عليّ)([715])
ويروى أن رجلا أتى
النّبيّ a، فقال: إنّ لفلان في حائطي عذقا، وإنّه قد آذاني
وشقّ عليّ مكان عذقه، فأرسل إليه النّبيّ a، فقال: (بعني
عذقك الّذي في حائط فلان)، قال: لا. قال: (فهبه لي) قال: لا. قال: (فبعنيه بعذق في
الجنّة) قال: لا. فقال النّبيّ a: (ما رأيت الّذي هو أبخل
منك إلّا الّذي يبخل بالسّلام)([716])
العلاج المعرفي:
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن المنبع الأكبر لهذا المثلب وأخواته، هو الجهل
بالحقائق، واختصار الحياة في هذه الحياة الدنيا، وعدم الإيمان بالآخرة، وبأنواع
الجزاء المرتبطة بها.
ولذلك كان أول علاج لهذا المرض الخطير هو تصحيح الإيمان
واليقين بالله تعالى،