نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 412
الحرص و البخل
كتبت إلي ـ أيها
المريد الصادق تسألني عن الحرص والبخل،
والمنابع التي تنبع منها، والثمار التي تثمرها، وكيفية تخليص النفس منها، وأسرار
ما ورد في النصوص المقدسة حولها.
وهذه أسئلة وجيهة،
لا يمكن لمن يريد تهذيب نفسه لتصبح صالحة للسير في طريق التحقق والتخلق، ألا يعرف
الإجابة عنها، حتى يتخلص من هذين المثلبين الخطيرين اللذين يحولان بينه وبين
الكمال المتاح له.
وقد أشار رسول الله a إلى دورهما في
ذلك، فقال: (مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبّتان من حديد من ثديّهما إلى
تراقيهما؛ فأمّا المنفق فلا ينفق إلّا سبغت، أو وفرت على جلده حتّى تخفي بنانه
وتعفو أثره. وأمّا البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلّا لزقت كلّ حلقة مكانها، فهو
يوسّعها ولا تتّسع)([709])
وهو يشير إلى أن
الانقباض النفسي الذي يعاني منه البخيل بسبب حرصه على المال، يحول بينه وبين كل
المكارم، بل يجعله يرى كل شيء من نوافذ ذلك الحرص الذي ارتضاه لنفسه، ولذلك لا
ينال أي خير، ولن يتمكن من إصلاحه أي توجيه.
ذلك أنه يرمي كل من يدعوه لذلك بكونه شحاذا أو متسولا، لا
يريد إصلاحه، وإنما يريد الاستيلاء على ماله، وذلك ما يكون أعظم حجاب بينه وبينه.
ولهذا ذكر الله تعالى عن الرسل جميعا استغناؤهم عن أموال
الناس، وتصريحهم بذلك، حتى لا يكون ذلك حجابا بينهم وبين قبول الحق، كما قال تعالى
مخاطبا رسوله a:
[709]
البخاري [فتح الباري]، 3(1443) واللفظ له، ومسلم(1021)
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 412