responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 393

إن مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذهب، نفخ عليها صاحبها فلم تغير، ولم تنقص، والذي نفس محمد بيده، إن مثل المؤمن لكمثل النحلة، أكلت طيبا، ووضعت طيبا، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد) ([654])

وقال في حديث آخر: (والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن، ويهلك الوعول، وتظهر التحوت)، قالوا: يا رسول الله وما الوعول والتحوت؟ قال: (الوعول: وجوه الناس وأشرافهم والتحوت: الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم) ([655])

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ وأنت تروم التخلص من اللؤم والدناءة لتتحقق بما تتطلبه الهمة العالية من المكارم أن تقع فيما وقع فيه أولئك المتثاقلون للدنيا، الذين حصروا علو الهمة في المناصب الرفيعة، والجاه العريض، فباعوا دينهم بدنياهم، وعقلهم بهواهم، ولم يستمتعوا بدنيا، ولم يتزودوا لآخرة.

وقد روي عن بعض هؤلاء أنه كان لا يكاد ينام في شبيبته؛ فسئل عن ذلك، فقال: ذهن صاف، وهم بعيد، ونفس تتوق إلى معالي الأمور، مع عيش كعيش الهمج الرعاع، فقيل له: فما الذي يبرد غليلك؟ قال: الظفر بالملك، قيل: فاطلبه، قال: لا يطلب إلا بالأهوال، قيل: فاركب الأهوال، قال. العقل مانع، قيل: فما تصنع ؟ قال: سأجعل من عقلي جهلاً، وأحاول به خطراً لا ينال إلا بالجهل، وأدبر بالعقل ما لا يحفظ إلا به، فإن الخمول أخو العدم.

وقد قام هذا المسكين بما دعت إليه همته؛ فأجهد نفسه للدنيا، ووصل إلى أعلى


[654] رواه أحمد (11/ 458)

[655] ابن حبان، 6844، الحاكم، 8664.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست