نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 390
وهكذا ذكر الذكر بعد صلاة الصبح
إلى طلوع الشمس، فقال: (من
صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله، حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له
كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة)([646])
بل اعتبر رسول الله a أن أفضل أوقات البركة هو ذلك
الوقت الذي يحبه الكسالى للنوم، لا للعمل، فقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)،
قال الراوي: وكان a إذا بعث سرية أو جيشا
بعثهم من أول النهار، وكان صخر تاجرا، وكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى وكثر
ماله) ([647])
وهكذا ذكر رسول الله a كثرة أعمال الخير وتشعبها،
وتعلقها بجميع المجالات، وجميع الأوقات، وهو ما ينفي الضجر والملل الذي قد يدعو
إليه الكسل، وقد قال الله تعالى مشيرا إلى تغير الأوقات، ودورها في الحث على
العمل: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ
أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان: 62]
وأشار رسول الله a إلى كثرة أعمال البر وتنوعها
بحيث تشمل كل المجالات: (تبسّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر
صدقة، وإرشادك الرّجل في أرض الضّلال لك صدقة، وبصرك للرّجل الرّديء البصر لك
صدقة، وإماطتك الحجر والشّوكة والعظم عن الطّريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو
أخيك لك صدقة) ([648])ولهذا
يمكن أن يختار أي شخص الأعمال التي تتناسب مع طبيعته، ليقوم بها، بدل