نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
ولهذا، فإن أول علامات النجاة من
الغرور، الحذر والحيطة التي يصحبها العمل لا الكسل، وقد قيل لبعض الحكماء: (قوم
يقولون نرجو الله، ويضيّعون العمل)، فقال: (هيهات هيهات.. تلك أمانيّهم يترجّحون
فيها، من رجا شيئا طلبه ومن خاف شيئا هرب منه)
قد تسألني ـ أيها المريد الصادق ـ
عن محل الرّجاء؛ فاعلم أن الحكماء ذكروا له موضعين، أولهما مرتبط بذلك الذي أنهكته
الذنوب، وطمع في التوبة، لكن شياطين الإنس والجن، راحوا يسخرون من طمعه فيها، وراحوا
يؤيسونه من رحمة الله تعالى، فذلك الذي عليه أن يرجو غفران الله إن صدق في توبته،
وأصلح ما أفسده من حاله، كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِن الله يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]
وأما الثاني؛ فذلك الذي يستعمل
الرجاء محركا له للجد في العمل الصالح، فيقرأ ما ورد في فضائل الأعمال، وما أورده
الله تعالى في كلماته المقدسة، ويمني نفسه بتحصيل ذلك الأجر العظيم، ثم يندفع إلى
ذلك العمل بصحبة ذلك الأمل..
فكلا الشخصين لم يستعملا الرجاء
كمخدر للوهم والخديعة، وإنما استعملاه كمنشط للقيام بالأعمال الصالحة.. ولهذا فإن
الفرق بين الرجاء والغرور في نتيجة كليهما.. فمن جعله رجاؤه نشيطا جادا في العمل
الصالح، فهو صاحب رجاء حقيقي، ومن جعله رجاؤه كسولا متثاقلا، فهو مغرور بالأماني
الكاذبة.
العلاج السلوكي:
وأما العلاج الثاني للغرور؛ فهو
ذلك الجهد والنشاط والهمة العالية التي تحول من المغرور كيّسا فطنا حذرا ورعا.. لا
تغره الأماني الكاذبة، ولا معسول الكلام.. بل يسعى
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34