responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 323

جدا، بل إن كل الأمراض النفسية، تدفع صاحبها لتزوير الحقائق، وإذاعة الإفك، وتشويه من يختلف معهم، ولهذا اعتبر الله تعالى الكذب من أعظم الآفات، وأن سببه الأكبر هو ضعف الإيمان أو عدمه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ [النحل: 105]

وعندما سئل رسول الله a عن بعض الذنوب، وإمكانية اجتماعها مع الإيمان، أجاب بالإيجاب، لكنه عندما سئل عن اجتماعها مع الكذب نفى ذلك.. ففي الحديث عن رسول الله a أنه سُئل: أيكون المؤمن جباناً ؟ قال: (نعم)، ثم سُئل: أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال: (نعم)، ثم سُئل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: (لا) ([494])

ولهذا أخبر الله تعالى أن امتحان الصدق والكذب هو أكبر الاختبارات التي يتعرض لها البشر لتمييز طيبهم من خبيثهم، قال تعالى: قوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 2، 3]

بل أخبر أن هدايته لا تتنزل على الكذابين، وكيف تتنزل عليهم، وهم قد ألفوا تشويه الحقائق؛ فصاروا يتهمون كل من يريد هدايتهم بالكذب، قياسا له على أنفسهم، قال تعالى: قوله تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: 3]

ولهذا، فإن من أكبر العقوبات التي تتنزل على الكاذب استعداده للنفاق، كما قال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ


[494] الموطأ (2/990) (19)، البيهقي في شعب الإيمان (6/456) (4472)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست