وعبر الإمام عليّ عن هذا المعنى،
فقال: (اللّسان قوام البدن، فإذا استقام اللّسان استقامت الجوارح، وإذا اضطرب
اللّسان لم تقم له جارحة)([373])
وهو دليل على أن الاستقامة تحتاج إلى
الطرفين: القلب والجوارح.. وأن المستقيم هو الذي يزكيهما جميعا؛ فيستعين بإصلاح
قلبه على إصلاح لسانه، وبإصلاح لسانه على إصلاح قلبه.
ولهذا ربط رسول الله a بين الصمت وحسن الخلق، فقال: (أنا
زعيم ببيت في ربض([374])
الجنّة لمن ترك المراء وإن كان محقّا، وببيت في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وإن كان
مازحا، وببيت في أعلى الجنّة لمن حسن خلقه)([375])
وفي حديث آخر قال a: (من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)([376])، وفي ربط رسول الله a بين هذه الثلاثة دليل على أنه
لا يمكن إكرام الجار، ولا الضيف من دون التحكم في اللسان.
العلاج السلوكي:
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ
وعزمت على أن تتحكم في لسانك، فعليك
[372]
رواه أحمد وابن أبي الدنيا في الصمت، الترغيب والترهيب ج 3 ص 528.