responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 250

يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ&﴾ [المائدة: 27]

ولذلك، فإنك لو ذهبت إلى سجلات المجرمين والقتلة السفاحين.. فستجد هذا الداء متربعا على قلوبهم وعقولهم، يملي عليهم الأوامر ويحجب عنهم الحكمة، ويجعلهم يعيشون عالما خاصا بهم، لا علاقة له بالواقع.

وقد أخبر الله تعالى عن تربع هذا الداء على عرش قلوب الذين عارضوا رسول الله a وحاربوه لا لأدلة أو حقائق تبينت لهم، وإنما بسبب تلك الأمراض التي أعمت بصائرهم، كما قال تعالى يصفهم، ويصف أمراضهم التي حالت بينهم وبين الحق: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [آل عمران: 118 - 120]

وأخبر رسول الله a أن هذا الداء الخطير هو الذي سيكون سببا في تيه هذه الأمة، وانحرافها عن منهاج النبوة؛ فقال: (إذا فتحت عليكم فارس والروم، أيّ قوم أنتم؟) قالوا: نقول كما أمرنا الله، نحمده ونشكره، فقال رسول الله a: (أو غير ذلك.. تتنافسون، ثمّ تتحاسدون، ثمّ تتدابرون، ثمّ تتباغضون، ثمّ تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض)([325])


[325] مسلم(2962)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست