نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 208
وعن الإمام
علي أنه قال في بعض خطبه: (أيها الناس إن الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير
مغفور، وذنب نرجو ونخاف عليه.. أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه
في الدنيا؛ فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذي لايغفر فظلم العباد
بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا
يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف، ولو مسحة بكف، ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة
الجماء؛ فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد عند أحد مظلمة، ثم
يبعثهم الله إلى الحساب، وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة
فأصبح خاشعا من ذنبه راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف
عليه العقاب) ([250])
ويمكنك من
خلال هذا التقسيم ـ أيها المريد الصادق ـ أن تضم كل الأقسام الواردة في القرآن
الكريم، كما قال تعالى: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ﴾
[الأنعام: 120]، وبذلك فإن الإثم يمكن تقسيمه إلى ظاهر وباطن.. ومثله العدوان..
فسوء الظن الذي ورد النهي عنه في القرآن الكريم، والذي هو المقدمة لكل مظاهر
العدوان، ينطلق من الباطن.. وبذلك يمكن تقسيم كل من الإثم والعدوان إلى هذه
الأقسام.. وهكذا يمكن تقسيمها إلى كبائر وصغائر، وغيرها من التقسيمات.
وأنبهك ـ
أيها المريد الصادق ـ ألا تستغرق في عالم الألفاظ، وتبني علومك عليها؛ فعالم
الألفاظ وسيلة لا مقصد، والحقائق أعظم من أن يعبر عنها بها.. ولذلك إذا سمعت قوله
تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ
بِالْإِثْمِ﴾ [البقرة: 206]، أو قوله: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ
وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا
يَقْتَرِفُونَ﴾ [الأنعام: 120]، أو قوله: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ
مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ﴾ [النور: 11]، أو قوله: ﴿وَالَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ