نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 153
اتباع الشهوات
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ
مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]، وسر جمع الله تعالى بين إضاعة الصلاة
واتباع الشهوات، وهل هناك علاقة بينهما؟
ومثل ذلك سألتني عن قوله تعالى: ﴿وَالله يُرِيدُ أَنْ
يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا
مَيْلًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 27]، وعن علاقة الانحراف باتباع الشهوات.
ثم عقبت كل أسئلتك بما ورد في النصوص المقدسة من أن حب
الشهوات فطرة فُطر عليها الإنسان، وأنه لا يمكن استئصاله مطلقا، كما ورد في قوله
تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ
وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ﴾ [آل عمران: 14]؛
فليس هناك في الدنيا من ينفر قلبه عن حب ما ورد في الآية الكريمة من المشتهيات،
المزينة في فطرة الإنسان، والتي لا يمكن خلعها أبدا.
وقد ختمت أسئلتك بطلب حل التعارض المرتبط بين الشهوات المزينة
في النفس، والتي لا يمكن التخلص منها أبدا، وبين ما ورد في النصوص المقدسة من
النهي عن اتباع الشهوات، واعتبارها مثلبا من مثالب النفس الأمارة.
وجوابا على سؤالك أذكر لك ـ ابتداء ـ بأن كل ما ذكرته من
الإشكالات وجيه وصحيح، ولا يمكنني، ولا لأحد من العقلاء، أن يذكر لك بأن المجاهدة
في استئصال الشهوات استئصالا مطلقا مجاهدة شرعية، إلا إذا كان من الرهبان الذين
قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا
عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾
[الحديد: 27]
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 153