نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 132
حب الجاه
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ
تسألني عن
الفرح الذي ملأ قلبك بسبب ذلك الاستقبال الذي لقيته في تلك المدينة التي زرتها،
وكيف أنهم أكرموك، وكرّموك، وقدموا لك كل أصناف الهدايا.. وأنك طيلة مكوثك معهم
كنت كالملك عليهم، يأتمرون بما تأمر، وينتهون عما تنتهي..
وأخبرتني أنهم ذكروا لك ـ في معرض
ثنائهم عليك ـ أن الملوك وإن كانوا يملكون أرضهم؛ فأنت تملك قلوبهم ومشاعرهم، وأنك
لذلك أغنى من الملوك.. لأن مالهم جميعا لك ومن حقك.. ذلك أنهم وإن كانوا يعطونه
للملوك كراهية، فهم يعطونه لك طوعا، وليس عليك سوى الإشارة بطلب ذلك، ولست بحاجة
مثل الملوك لسطوة ولا لشرطة ولا لأي عنف.
وأرسلت لي مع كل تلك الأخبار السارة،
تلك القصائد التي مدحوك بها، ومثلها تلك التي هجوا بها أعداءك.
وأنا لا ألومهم على ذلك التكريم الذي
كرموك به؛ فهو دليل على طيبتهم وأخلاقهم، واحترامهم لأهل العلم، وتطبيقهم وصايا
رسول الله a
في ذلك، فاحترام العلماء دليل على صفاء النفس ورقة الطبع؛ وقد أخبر رسول الله a أن كل شيء يحترم أهل العلم
حتى الحوت في البحر؛ ففي الحديث قال a: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا
إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم
ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 132