نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
حب المال
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ
تسألني عن
المال، وسر اعتبار الصالحين لحبه مثلبا من مثالب النفس الأمارة؛ فلا يصح السلوك
إلى الله قبل إخراجه ونزع كل آثاره وثماره.. ثم سألتني عن المعارف والأعمال التي
تتمكن بها من فعل ذلك.
وكل أسئلتك في هذا محترمة وجيهة،
ويجب علي أن أجيب عليها، ووفق الشروط التي طلبتها مني، بل طلبتها مني الحقيقة
نفسها، وهي الاكتفاء بما ورد في المصادر المقدسة، دون غيرها، حتى لا تشوه الحقيقة
بأي دخن.
وابتداء أقول لك، ولكل أولئك
الذين يقابلون مثل هذه المعاني بالرفض والاشمئزاز، واعتبارها دخيلة على الدين، ثم
يوردون لذلك ما ورد في النصوص المقدسة من تكريم المال، واحترامه، واعتباره عصب
الحياة، أو قواما لها، أن هناك فرقا بين المال وبين حب المال.
فالمال في حد ذاته خلق من خلق
الله، والله ما خلق شيئا إلا لمصلحة ومنفعة ومقصد، ولهذا نسب المال إليه، وأكرمه
بتلك النسبة، بل سماه خيرا، فقال في صفات الإنسان: ﴿وَإِنهُ لِحُبِّ
الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات: 8]
لكن حب المال شيء مختلف.. فالمال
وسيلة لا غاية، وحب الوسيلة قد يصرف عن الغاية، ولذلك يتحول إلى حجاب دونها.
ولذلك لم يكن للتحذيرات الواردة حول
حب المال، أي علاقة بضرورة كسب المال، أو إنفاقه، أو الاهتمام بحفظه، أو صرفه في
المواضع التي يحتاج أن يصرف فيها.. أو الاهتمام بالجانب الاقتصادي ودراسته والتعمق
فيه.. وغير ذلك من المعاني.. فكل ذلك لا علاقة له
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120