نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
عن أبي
هريرة، خاصة وأنهم يعللون رواية ابن عمر بالعلل الكثيرة.. ولكن الخشية للأسف من
اتهامهم بالطعن في الصحابة جعلهم يرضون بالطعن في تنزيه الله نفسه، بل جعلهم
يتكلفون من التأويل ما غلبهم فيه المجسمة، لأن النص واضح في الدلالة على التشبيه
والتجسيم، وكل تأويل له تكلف.
أبو هريرة.. ونسبة الرؤية الحسية
لله:
من أهم مقتضيات
التجسيم والتشبيه لله الرؤية الحسية له، أي رؤيته بالعين المجردة كما ترى الأشياء
المقدرة المحدودة المحسوسة، ومن مقتضيات الرؤية الحسية كذلك كون ما تراه محدودا
مقدرا مجسما.. ولهذا يميل السلفية لكل من يقول بهذه الرؤية، من السلف والخلف، لأن
التجسيم عندهم هو السنة، وما عداه بدعة.
ولهذا أعرضوا عن
كل من يقول بالرؤية القلبية لله، أي الرؤية المنزهة لله، واعتبروه ضالا مبتدعا
منكرا للرؤية، لأنها عندهم لا تتم إلا بالعين المجردة، ووفق قوانين الرؤية
الطبيعية.
وأبو هريرة هو
إمام هذا النوع من الرؤية، حتى أنه لا يكتفي برؤية الآخرة، بل يرى أن رسول الله a قد رأى ربه في الدنيا أيضا بصورة حسية، ففي الحديث:
أن مروان سأل أبا هريرة: هل رأى محمدٌ a ربَّه عز وجل؟ فقال: (نعم، قد رآه)[1]
ورووا عنه في
حديث آخر أنه رأى ربه ولمسه يقظة لا مناما، فقد روى أبو بكر الخلال، عن أبي هريرة
عن النبي a قال: (أتاني ربي في أحسن صورة، فقال: يا
محمد أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا، فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت بردها
[1] رواه عبد الله بن أحمد في السنة 1/176، رقم 218. واللالكائي في شرح
أصول اعتقاد أهل السنة 3/571، رقم 908.
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98