نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 85
لكنه لا يعمم
ذلك على رواياته التجسيمية أو المدنسة للأنبياء، بل يعتبره فيها إماما من أئمة
الدين، ووعاء من أوعية العلم.
ومن النماذج عن
الروايات التي خلط فيها أبو هريرة بين حديث رسول الله a
وأساطير أهل الكتاب هذا الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله a: (خلق الله آدم على صورته،
طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، نفر من الملائكة، جلوس،
فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام
عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل
الخلق ينقص بعد حتى الآن) [1]
فهذا الحديث
يطابق ما في الكتاب المقدس، ففي سفر التكوين (الاصحاح الأول: 26 - 28): (وقال الله
نعمل الإنسان على صورتنا على شبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله
خلقه ذكرًا وأنثى خلقهم)، وفي سفر (التثنية الاصحاح 4: 15 - 16): (فإنكم إن لم
تروا صورة ما في يوم كلَّمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتعملوا
لأنفسكم تمثالا منحوتاً صورة مثال ما شبه ذكر أو أنثى)
ومن تلك
الأحاديث التي خلط فيها أبو هريرة بين حديث رسول الله a
وكتب أهل الكتاب، ما رواه البخاري عنه قال: قال رسول الله a:
(استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت
تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) [2]
فهذا الحديث
منقول من [سفر التكوين الإصحاح الثاني، الفقرات 21-22]، ففيها: (فأوقع الرب الإله
سباتا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها