نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68
الخطيرة، فذكروا
أن قول أبي هريرة: (سمعت، أو حدثني، أو قال فلان، أو قال رسول الله k) حتى ولو لم يحصل ذلك كله، فإنه مرسل من الصحابة..
والصحابة كلهم عدول.
واعتذروا لذلك
أيضا بما قال ابن سيرين: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا:
سموا لنا رجالكم...)[1]
وهذا تبرير
أخطر، لأنه يدل على أن الأمر كان قبل ذلك سائبا يحدث من شاء بما شاء، من غير أن
يطالب بأي بينة.
وقد رووا في ذلك
عن حميد قوله: (كنا مع أنس بن مالك، فقال: والله ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول
الله k، ولكن كان يحدث بعضنا بعضا، ولا يتهم بعضنا بعضا)[2]
وعن البراء،
قال: (ما كل الحديث سمعناه من رسول الله k كان يحدثنا أصحابنا عنه، بل كانت تشغلنا عنه
رعية الإبل)[3]
وقال: (ليس كلنا
كان يسمع حديث رسول الله k إذ كانت لنا ضيعة وأشغال، ولكن الناس لم يكونوا
يكذبون - يومئذ - فيحدث الشاهد الغائب)[4]
وهذا عجيب..
ويدل على سذاجة كبيرة، فمنذ متى كان الناس لا يكذبون.. وهل هناك عصر من العصور
تقاعد فيه الشيطان عن الوسوسة إلى الناس، بل كيف يدعون هذا، وهم يرمون أنبياء
الله، بل يرمون خليله عليه السلام بكونه كذب ثلاث مرات.