نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
والحديث بعد ذلك
يصور أن أولئك المجرمين القتلة الذي توعدهم الله تعالى بالعذاب المخلد في الآخر،
كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ
عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]
يصور الحديث
هؤلاء بصورة أصحاب الجرائم البسيطة الذين هم في (مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء
رحمه)، وكأن تلك القوانين الإلهية الواردة في القرآن الكريم لغو ولا قيمة لها.
ومن هنا نشأت
تلك المقولة الخطيرة التي تتناقض مع عدالة الله وحكمته في خلقه، وهي [جواز تعذيب
المطيع ودخوله النار، وثواب العاصي ودخوله الجنة]، وكأن كل تلك القوانين التي
وضعها الله في كتابه لمن يدخل الجنة والنار، والشروط المرتبطة بهما لغو لا قيمة
لها.
ومن مشاهد
القيامة التي وردت في حديث أبي هريرة هذا المشهد الغريب الممتلئ بالتجسيم: (ثم
يقضي الله بين من بقي من خلقه، حتى لا تبقى مظلمة لأحد عند أحد إلا أخذها الله
للمظلوم من الظالم، حتى إنه ليكلف شائب اللبن بالماء أن يخلص اللبن من الماء، فإذا
فرغ الله من ذلك، نادى مناد يسمع الخلائق كلهم، فقال: ليلحق كل قوم بآلهتهم
وماكانوا يعبدون من دون الله، فلا يبقى أحد عبد من دون الله شيئا إلا مثلت له
الهيئة بين يديه، فيجعل يومئذ ملك من الملائكة على صورة عزير، ويجعل ملك من
الملائكة على صورة عيسى، فيتبع هذا اليهود، ويتبع هذا النصارى ثم قادتهم آلهتهم
إلى النار.. فإذا لم يبق إلا المؤمنون، فيهم المنافقون، جاءهم الله فيما شاء من
هيئة، فقال: يا أيها الناس، ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم، وما كنتم تعبدون، فيقولون:
والله ما لنا إلا الله، ما كنا نعبد غيره، فينصرف عنهم- وهو الله- فيمكث ما شاء
الله أن يمكث، ثم يأتيهم فيقول: يا أيها الناس، ذهب الناس، فالحقوا بآلهتكم، وما
كنتم تعبدون، فيقولون:
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178