نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174
فتخرجون منها
سراعا إلى ربكم تنسلون.. حفاة، عراة، غلفا غرلا)
وهذا المشهد
المملوء بالتفاصيل يذكرنا بروايات كعب الأحبار التي تتحدث عن سفينة نوح عليه
السلام، وطولها وعرضها، ومن ركب فيها من البشر والحيوانات ونحو ذلك.
ويذكرنا قبله
بنهي الله تعالى عن البحث عن تفاصيل الأشياء التي لا يهم كثيرا معرفة تفاصيلها،
كما قال تعالى: ﴿فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا
تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾ [الكهف: 22]
ومن المشاهد
الواردة في الحديث، والتي تخالف التصوير القرآني لأحداث اليوم الآخر هذا المشهد: (ثم
تقفون موقفا واحدا، مقدار سبعين عاما لا ينظر إليكم، ولا يقضى بينكم، فتبكون حتى
تنقطع الدموع، ثم تدمعون دماء وتعرقون حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم، أو يبلغ
الأذقان، فتضجون، وتقولون: من يشفع لنا إلى ربنا ليقضي بيننا؟ فيقولون: من أحق
بذلك من أبيكم آدم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا، فيأتون آدم،
فيطلبون إليه ذلك، فيأبى، فيقول: ما أنا صاحب ذلك، ثم يسعون للأنبياء نبيا نبيا،
كلما جاءوا نبيا أبى عليهم.قال رسول الله a: حتى تأتوني،
فأنطلق، حتى آتي الفحص، فأخر ساجدا. قال أبو هريرة: يا رسول الله: ما الفحص قال:
موضع قدام العرش حتى يبعث الله إلي ملكا، فيأخذ بعضدي، فيرفعني، فيقول لي: يا محمد،
فأقول: نعم لبيك يا رب، فيقول ما شأنك؟ - وهو أعلم- فأقول: يا رب وعدتني الشفاعة،
فشفعني في خلقك، فاقض بينهم، فيقول شفعتك، أنا آتيكم، فأقضي بينكم)
فهذا المشهد
التجسيمي، والذي يجعل الخلق جميعا مؤمنهم وكافرهم يستوون في ذلك الموقف والتألم
فيه لمدة سبعين سنة يتنافى مع ما ورد في النصوص المقدسة من اختلاف مواقف الناس في
القيامة، كما قال تعالى، وهو يصور نفس ذلك المشهد:
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174