نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
يجوز عليه
الغفلة ولا النسيان وخاصة فيما يتعلق بعلاقته بربه، فكيف يفعل ذلك، وهو الذي كان
دائما معه، منشغلا به انشغالا كليا.
أما تبرير ذلك،
بكونه نسي ليعلمهم.. فالتعليم لا يحتاج إلى الفعل، بل يكفي فيه القول، فيكفي أن
يشرح لهم رسول الله a ماذا يمكن أن يفعلوا
في حال نسيانهم.. وإلا لو شرطنا الفعل للبيان لوقعنا في حرج كبير.
ومن تلك
الأحاديث العجيبة التي لا تتناسب تماما مع تعظيم رسول الله a
لشعائر الله ما روي عنه أنه قال: أقيمت الصلاة، وعدلت الصفوف قياما، فخرج إلينا
رسول الله a فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب، فقال لنا: مكانكم، ثم
رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبر، فصلينا معه[1].
وهذا سلوك عجيب
لا يتناسب مع رسول الله a، بل لا يتناسب مع آحاد
الناس، فكيف برسول الله a.. وهل يمكن لأحد أن
يقدم على عبادة الله، بل إلى إمامة الناس بالصلاة من غير أن يكون متأكدا من توفر
جميع الشروط، وانتفاء جميع الموانع.
أبو هريرة.. وقرابة رسول الله a:
من أعظم ما
اجتهدت الفئة الباغية في تنفيذه عبر رجالها الذين اعتمدتهم من الرواة، سواء كانوا
من المقربين إليها من الصحابة أو التابعين أو من بعدهم، ممن وقفوا معها ضد
السابقين من المهاجرين والأنصار هو الإساءة إلى رسول الله a
في أقاربه الأدنين، وذلك أعظم نصب.
ومن أولئك
الأقارب الذين مستهم إذية أبو هريرة أو الراوين عنه أم رسول الله a.. فقد روى مسلم وغيره عنه أن: رسول الله a زار قبر، أمه فبكى وأبكى من حوله
[1] رواه
البخاري 1 / 329، ومسلم رقم (605)، والموطأ 1 / 48، وأبو داود رقم (234)، والنسائي
1 / 81 و82.
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163