نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 14
مكة المكرمة،
والذين تفرغ لهم رسول الله a تفرغا تاما.
وفترة التلمذة -
كما هو معلوم - لها تأثيرها الكبير في شخصية التلميذ، فليس من اكتفى بالمدرسة
الابتدائية، كمن أكمل دراسته إلى الجامعة، وما بعد الجامعة، وأبو هريرة لم يكن
مستواه الدراسي إلا كتلميذ ابتدائي أمام أولئك الصحابة السابقين الذين سبقوه
بمراحل دراسية كثيرة.
ومثل ذلك الأحداث
المختلفة الشديدة فإن لها تأثيرها الذي لا ينكره أحد.. بل إن الله تعالى فرق بين
المؤمنين الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، وبين من أسلموا بعدها، فقال: ﴿لَا
يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ
أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا﴾
[الحديد: 10]، وأبو هريرة ـ للأسف ـ لم يحظ بكل ذلك، بل جاء في الفترة التي قوي
فيها الإسلام، ثم لم ينل من التلمذة إلا مدة قصيرة جدا، كما سنرى.
بناء على هذا
سنتحدث في هذا الفصل عن خصائص شخصية أبي هريرة من الناحية النفسة، ثم عن آثارها
عليه في الناحية الروائية.
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 14