نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
ـ: (هنا وعيدان
من الله تحقق أحدهما في الدنيا، والسلفية لا يرون الثاني إلا توقعا خاطئا! فمن
المخاطبون ساعة نزول الآية؟ أليست قريشا.. أليس هذا يتناول زعماء الحرب على الأقل
ممن أعرقوا في المحاربة والتحزيب والتصدر والمبالغة في معاداة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. هذه الآية وأمثالها عند السلفية راحت هباء
منثورا بإظهار أبي سفيان ومعاوية الإسلام خوفا من السيف، مع ثبوت بقائهما على
الكفر في أكثر من مناسبة) [1]
هذه مجرد نماذج
عن إعراض السلفية عن تطبيق الآيات القرآنية الكثيرة على كفار قريش، حرصا على
معاوية وأبيه وأمه وكبار المشركين الذين أظهروا إسلامهم، وأخفوا عداوتهم للإسلام
إلى أن جاءتهم الفرصة لينقلبوا عليه.. وللأسف خدع السلفية بذلك الإسلام الظاهر..
وتركوا أولئك الذين صدقوا في إسلامهم، وضحوا في سبيله، وباعوهم بالطلقاء.
2 ـ الإعراض عن الرجوع للسنة المطهرة في أحداث الفتنة
لم يكتف
السلفية بالإعراض عن الآيات الكريمة الواضحة، والتي تبين حقيقة أولئك الأدعياء
الذين انحرفوا بالدين، بل راحوا في تحد عجيب يردون أحاديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نفسها، ويؤولونها تأويلا عجيبا في سبيل أن يسلم
لهم معاوية والفئة الباغية معه.
فقد وقفوا ـ
سلفهم وخلفهم ـ موقفا سلبيا من كل الأحاديث
الصحيحة الكثيرة التي نصح بها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أمته، وحذرها فيها من أن يحصل لها ما حصل للأمم من التحريفات، وهي من مقتضى الرسالة،
ومقتضى حرص رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على أمته، إلا أن
السلفية لا يلقون لهذا النوع من الأحاديث أي اهتمام، بل إن أحاديث الوضوء والغسل
عندهم أهم من تلك الأحاديث..